في ذكرى الخلافة

في ذكرى الخلافة

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة حتى اتاه اليقين بابي هو وامي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته وعدم اتباع شياطين الانس والجن{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }المائدة57
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل {........... وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }آل عمران140
ايها الناس تمر بنا في هذه الايام ذكرى هدم دولة الاسلام، تلك الدولة التي طبقت منهج الحق سبحانه وتعالى طوال 14 عشر قرنا من الزمان سجلت خلالها امة الاسلام اروع سجل يمكن للبشرية ان تتصوره لحقيقة العدل ونشر الامن وصيانة الدماء والاموال والاعراض، كانت خلالها ارض الاسلام هي شمس الدنيا، وقبلة الارض، في شتى مناحي الحياة من اقتصادية او سياسية او علمية او طبية، حتى كان الامراء والاباطرة والملوك في شتى اصقاع الدنيا يتباهون باتقانهم للّغة العربية، او بانهم تلقوا العلوم على ايدي علماء المسلمين، او انهم تشرفوا بزيارة بلاد الاسلام، فما كان للشيطان ان يهدأ وهذا حال البشر من ذرية آدم، وهم يتقلبون في نعمة الله ويتفيئون ظلال شرعه،وشاءت ارادة الله وسنته التي لا تتغير ولا تتبدل بان تنحدر الامة عن مكانتها، وان يصيبها داء الامم، فكانت فرصة للشيطان وجنده لينقضوا على نور الله علهم يطفئونه، وهب شياطين الكفر من شتى الاتاجاهات يوجهون الضربات لدولة الاسلام بغية تفتيتها والقضاء عليها، يدفعهم غيظ قلوبهم وما ملئت به من حسد لحال المسلمين مصداقا لقول رب العزة {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة109 فبدأ الروس والفرنسيون والبريطانيون والالمان والطليان والهولنديون يتسابقون على تمزيق اطراف الدولة في اوروبا واسيا في وافريقيا، وبدأ عصر الاستعمار، عصر الجرائم والظلم والطغيان،حيث لا امان ولا حرمة لدم المسلم او ماله او عرضه، اللهم الا من قبل بالخيانة والعمالة لرؤوس الكفر ومردة شياطين الانس من اهل الكتاب ، أو من رضي بتطبيق ديمقراطيتهم بدل شرع قيوم السماوات والارض وقد صدق الحق {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}البقرة120
نعم ايها الناس : ان تلك القلوب التي ملئت بالحسد قد صبت جام غضبها على امة الاسلام فساموا ابنائها سوء العذاب، فمن من المسلمين يستطيع ان ينسى ما فعله الروس بابناء المسلمين في بلاد القوقاز وفرغانة وبخارى وسمرقند حيث قتلوا ما يزيد على الخمسة وعشرين مليونا من ابناء المسلمين، علاوة على ما يرتكبونه اليوم من جرائم بحق ابناء هذه الامة لانهم لازالوا يتمسكون بدينهم، ويحرصون على اعادة دولتهم، وهذه الشيشان وساحات انديجان تشهد على ما تخفي صدورهم من حقد على هذا الدين واهله.
ايها الناس من يستطيع ان ينسى الجزائر وما لحق باهلها من مآس وويلات على يد الفرنسيين، من يستطيع ان ينسى المليون شهيد، من الذي يتجرا ان يتعامى عن جرائم فرنسا والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم، مَنْ منا يمكنه ان يتجاهل تلك التصريحات التي صدرت عن حكومة فرنسا ابام الاتخابات الجزائرية التي كادت تطيح باحكام الديمقراطية الكافرة وتهديدهم باعادة احتلال الجزائر ان عاد الاسلام الى الحكم،
ايها الناس من يستطيع من ابناء الامة ان يغفر لايطاليا جرائمها في ليبيا وان يبيع دماء عمر المختار، من من ابناء المسلمين يستطيع ان يتجرأ ان يعلن مسامحته للانجليز على ما اقترفوه من جرائم في العراق وافغانستان والهند وفلسطين ومصر، من الذي يستطيع ان ينسى انهم هم من هدم دولة الخلافة، ومنذا الذي يستطيع ان ينسى عبد الحميد والخلافة وهو يسمع من يقول، ابلغوا الكفرة الاصدقاء ان يسمحوا بدخول الملايين فقد مزقت الخلافة وعمل مبضع الجراح في جسدها حتى صارت بضعا وخمسين مزقة، وهذا لسانهم يقول لقد رضينا بسيادة يهود على الاقصى كامر واقع وها نحن لا نغضب لهدمه ولا لاقتحام المدن والقرى والمخيمات، ولا لقتل المجاهدين، فالى متى يبقى ذهب هرتزل بعيدنا عنا، وما كان هذا ليكون لولا هدم الخلافة، فحسبنا الله ونعم الوكيل على من هدم الخلافة من الكافرين، وعلى من فرط بالخلافة من ابناء المسلمين، وعلى من وقف سدا في طريق العاملين لاعادتها حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
وقال صلى الله عليه وسلم التائب من الذنب كمن لا ذنب له
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى وبعد
يقول الحق {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }آل عمران179
ايها الناس على الرغم من كل المآسي والظلمات التي تمر بها امة الاسلام الا ان نور الفجر يلوح لها في الافق من بعيد ليعلن عن قرب انبلاج الصبح وعودة شمس الخلافة من جديد، تلك الشمس التي انارت سماء الدنيا منذ عهد الرسول  الى ان هدمها الكافر المستعمر وعملائه من خونة العرب والترك، ولكن سنة الله التي لا تتغير لم تقف عند ذلك الحدث لتخلده، وانما سارت ايها الناس لتبدا كرة الصراع بين الحق والباطل من جديد، وما هي الا برهة من الزمن حتى ظهرت دعوة الحق ، وانطلقت شرارة الخلافة من بيت المقدس واكناف بيت المقدس، لتعلنها في كافة ارجاء الكون مدوية، لا اسلام الا بالخلافة، ولا شرع الا شرع قيوم السماوات والارض، ولا حكم الا لله، وانطلقت تلك الشرارة ايها الناس كالبرق تجوب شوارع وازقة بلاد العالم الاسلامي تبحث عمن لا يرضى بالدول الوطنية القزمة، وتنادي من يابى شرعة الديمقراطية العفنة، تضم اليها كل من رفض دعم الطواغيت عبيد امريكا واوروبا وابى تاييد ظلمهم، فتحولت الشرارة الى شعلة نور ونار، نور يهدي الى تحكيم شرع الله، واعادة الامة الاسلامية امة واحدة، دينها واحد وعقيدتها واحدة وشعورها واحد، كما وصفها رسول الله "تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"البخاري فلا تفرق بين قضية فلسطين وقضية كشمير ولا تفضل عربي على أعجمي، فكل بلاد المسلمين هي بلادها وكل قضايا الامة هي قضاياها، وتعتبر اولى هذه القاضايا هي قضية اعادة الحياة الى جسد الامة الممزق، وبعث الخلافة من جديد، حتى تتمكن الامة من الوقوف في وجه خصومها واعدائها.
ايها الناس :وبالرغم من كل العراقيل التي وضعت في طريق هذه الشعلة من قبل الكافر المستعمر الا انها استمرت بالسير نارا تحرق كل مخططاته، وتبين حقيقة كل عملائه، الذين رضوا بفرقة الامة وبعدها عن دينها وتطبيق شرع ربها، الذين قبل الاردني منهم ان يصافح قتلة اخوانه من الفلسطينيين، ورضي المصري منهم بان يحتضن قتلة اخوانه من العراقيين، وتجرا الفلسطيني منهم ان يعانق قتلة اخوانه الشيشانيين، وذلك بعد ان تخلوا عن سبب عزهم ومجدهم حينما تخلوا عن دين الله وتطبيقه وقبلوا بشرعة الكفر وانظمة الطاغوت من ديمقراطية واشتراكية فمقتتهم الامة، واسقطتهم من حساباتها، وعادت لا ترضى لنفسها غير راية العقاب السوداء راية، ولا تقبل غير تطبيق الاسلام في ظل الخلافة غاية، وها هي الحشود والجماهير في كل يوم تتحرك في كافة انحاء العالم الاسلامي تنادي باعلى صوتها بذلك النداء الذي اصبح يقض مضاجع الطغاة ويحرمهم طعم الراحة، ذلك النداء هو نداء الخلافة، الذي نسمعه كل يوم من شوارع اندونيسيا ومن جامعات بنغالاديش، ومن حلقات العلم في وادي فرغانة حيث القرغيز والاوزبك والطاجيك، وتردده مآذن تركيا والعراق ومصر، لتردد صدى صوتها قمم جبال المغرب والجزائر، ولتلبي النداء جماهير السودان واليمن، وقبل اولئك كلهم، تصدح بذلك النداء اسوار المسجد الاقصى واكناف بيت المقديس عقر دار الاسلام ومقر الخلافة الراشدة الثانية، وها هي الشعلة تتحول اليوم الى بركان هادر وما هي الا ساعات وايام وسينفجر ذلك البركان الذي تخشاه امريكا وكل دول الكفر، والذي لا يمر يوم دون ان نسمع عبارات خوفهم وترقبهم للحظة انفجاره.
فكونوا ايها الناس ممن يعمل لتلك الساعة العظيمة، والتي من حرم اجرها فقد حرم الخير كله
يقول الحبيب المصطفى "..... وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً"مسلم